"أول عارضة أزياء محجبة".. هذا هو اللقب الذى حصلت عليه ياسمين محسن رغم سنوات عمرها التى لم تتعد الخامسة والعشرين، حيث استطاعت أن تحقق شهرة باختراقها مجالاً ظل لسنوات طويلة أبعد ما يكون عن المحجبات. تخرجت ياسمين محسن فى كلية الحقوق، إلا أن المجال الإعلامى والعمل كمذيعة ظل الحلم الذى يراودها، فقررت أن تكون خطوتها الأولى فى مجال عروض الأزياء.

كان المجال الإعلامى هدفك من بداية تخرجك، كيف قررت ارتداء الحجاب؟

لازم أبقى غيرانة على الحجاب

لم أحصل على أى فرصة للعمل فى الإعلام قبل ارتداء الح جاب، وإنما عرضت على أكثر من فرصة للعمل بعد أن ارتديت الحجاب، حيث لبسته عن إيمان واقتناع، وأنا أعتقد أنه لكى أعمل مذيعة لابد أن يعرف الجمهور وجهى، فكان لابد أن أعمل كعارضة أزياء فى البداية. 

هل تأثرت كالكثير من الشباب بدروس الداعية الإسلامى عمرو خالد؟
أنا عمرى ما سمعت عمرو خالد ولا هسمعه، أنا لست فى حاجة لوسيط بينى وبين ربى، من أول ما الإسلام نزل على سيدنا محمد، ومعروف إن الحجاب فرض. 

ما رد الفعل الذى واجهته عندما طلبت العمل كعارضة أزياء محجبة؟
كنت أذهب لإجراء الاختبارات وسط حالة من الذهول والاستغراب، فكانت الجملة المعتادة "أنت جاية تعملى إيه"، لكن كانت القنوات الفضائية الخليجية تحرص على أن تكون الموديلز من المحجبات، ومع ارتفاع نسب المحجبات فى المجتمع، أصبح من الضرورى تمثيل هذه النسبة فى الإعلام. 

لماذا أقدمت على خطوة إنشاء رابطة، وما الدور الذى تقوم به؟
بعد 4 سنوات من عملى كعارضة أزياء محجبة وظهورى فى كتالوجات المحجبات، وجدت أن معظم الفتيات اللاتى يعملن فى هذا المجال من المحجبات، ففكرت فى إنشاء رابطة لعارضات الأزياء المحجبات بدأت من خلال جروب على الفيس بوك وصل أعضاؤه الآن لما يقرب من 900 عضو، تعرفت من خلاله على العديد من الفتيات اللاتى يرغبن فى العمل فى هذا المجال وقمت بتدريبهم، واشتركوا معى فى أحد عروض الأزياء التى أقيمت فى المنصورة. لا يتوقف دورنا على العمل فى مجال المودلينج فقط، بل لنا رسالة محددة وهى إثبات أن المحجبة يمكنها أن تخترق أى مجال بحجابها. 

هل تختلف مواصفات عارضة الأزياء المحجبة عن أى عارضة أزياء أخرى؟

عمرى ما سمعت عمرو خالد ولا هسمعه

أهم المواصفات فى أى عارضة هو الطول والوزن، وإن كان يمكن التغاضى فى بعض الأحيان عن الوزن فى حالة عرض مقاسات كبيرة للعبايات وملابس الحوامل، ولا يشترط السن أو شكل معين، أما عارضة الأزياء العادية فلابد أن تكون رقبتها طويلة وعظمتا الظهر بارزتين وطولها لا يقل 170 سم. 

هل تشترطين شروطاً معينة فى الملابس التى تعرضيها؟
أغلب ملابس المحجبات تكون عبايات أو تونيكات تتسم بالاحتشام، فغالبا ما تكون الملابس التى أعرضها أكثر احتراما من ملابسى العادية، ولكنى أرفض عرض المايوهات الشرعى التى أرفض ارتداءها فى حياتى الخاصة. 

هل تشعرين بأنك تقدمين كعارضة أزياء شيئاً مخالفاً للحجاب؟
(ترددت قليل) لا أشعر بذلك، فالملابس التى أرتديها أو الماكياج الذى أضعه يتشابه مع الكثير من الفتيات التى تسير يوميا فى الشارع. وفى نفس الوقت أحاول ترسيخ فكرة أن الفتاة المحجبة يمكنها أن تكون جميلة وأنيقة، فأنا أحاول تحسين صورة البنت المحجبة التى يهاجمها البعض ويدعون أن حجابها سر تخلفها، فقد حدثنى أحد الشباب عن رفضه الزواج بمحجبة، معتقداً أن المرأة المحجبة متخلفة لأنها ترتدى حجابا يغطى عقلها وأذنيها.  

طالبت بأن يقتصر عرض ملابس المحجبات على البنات المحجبة.. هل يعكس ذلك غيرتك على الحجاب؟
طبعا لازم أبقى غيرانة على الحجاب، تخيلى كيف يمكن أن تعرض عارضة عادية ملابس المحجبات، تأتى إلى العرض بملابس ضيقة وتصعد على المسرح لتخلع الحجاب أمام الناس. 

وما العيب فى أن تعرض ملابس المحجبات عارضة غير محجبة؟
لأن البنت المصرية لا يمكن أن تتخذ من العارضات الروسيات قدوة، فهى تراها شديدة الجمال وتفكر أنها جميلة، سواء ارتدت أم لم ترتده جميلة بعكس العارضة المصرية ذات البشرة السمراء، والتى يمكن أن تجذب الكثير من الفتيات المصريات للحجاب.  أنا فوجئت ببنات مسيحيات يرسلن لى بأنهن اشترين الملابس التى عرضتها مما جعلنى أشعر بسعادة بالغة، بعد أن استطاعت أن أؤثر فى بنات من غير دينى ليرتدين ملابس محترمة فى الشارع. 

هل تمثل لك عروض الأزياء مجرد رسالة أم أنها بيزنس أيضا؟

أرفض عرض المايوه الشرعي

جزء منه رسالة وجزء آخر بيزنس، الحجاب هو سبب شهرتى ونجاحى، أعطانى ميزة لكنى لا أستغله بنسبة 100% لأنى فى الأصل محجبة. ثم العيب فى أن يكون الحجاب بيزنس، الناس ماسكة فى الحجاب، واللى بتشتغل مع المحجبات وبتهاجمهم، ليه مش بنبص للناس التانية، فهل يتساوى مثلاً عرضى لملابس المحجبات مع عمل أى عارضة أخرى تعرض مايوهات؟!

هاجمتى العرى والاستعانة بفتيات بالفيديو كليب باعتبار أن ذلك يهين المرأة ويجعلها مجرد شكل، فى حين أن عروض الأزياء تستغل الجمال الشكلى للمرأة أيضاً؟
هناك جزء شائك بهذه النقطة، فأنا بالفعل أعتمد على شكلى لكن بهدف الترويج لمضمون، فعارضة الأزياء تقدم خدمة للناس، وهى تعريفهم بأحدث صيحة فى لبس المحجبات والطرح.

هل عرض عليك أموال لتخلعى الحجاب لتعملى فى عروض الأزياء العادية؟
عرضت على إحدى المجلات 50 ألف دولار مقابل أن أخلع الحجاب ولكنى رفضت.

هل هناك منافسة بين العارضات المحجبات وغير المحجبات؟
أنا أشبه مجال عروض الأزياء بالتورتة، تسيطر المحجبات على ربع تلك المساحة، لكن ذلك لا يرضى من يرغبن فى السيطرة على المجال كله، فالعارضة أمينة شلباية تكرهنى بشدة لأنى منافسة قوية جداً، وكلما ثار موضوع عارضات الأزياء المحجبات تردد "مفيش حاجة اسمها عارضة أزياء محجبة".  

حلم العمل كمذيعة، هل حققت ولو جزءا بسيطا منه؟
فرض على حجابى أن أعمل فى البرامج الدينية، رغم أن خبرتى فى مجال الأزياء والموضة، فقدمت 15 حلقة فى برنامج دينى على قناة شبابيك، وتركت العمل لأنى لم أجد نفسى فى تلك النوعية من البرامج، وأستعد لتقديم برنامج عن الأزياء والموضة بعد شهر رمضان، نفسى أبقى أشهر مذيعة محجبة فى الوطن العربى.

شاهدوا هذا التقرير مع ياسمين في العام الماضي