على الرغم من كثرة الإكسسوارات على اختلاف أشكالها وخاماتها وأسعارها الزهيدة، ما زال للحلي المصنوعة من الفضة عشاقها، من هؤلاء الرسامة التشكيلية المصرية إحسان ندا التي جعلت من الحلي الفضية رفيقاً لها على مدى 40 عاماً. وكان معها ومع "الجريدة" هذا الحوار.

كيف بدأت مشوارك مع تصميم الحلي الفضية؟

أردت أن أقدم القطعة بحرفية

تخرجت في كلية الفنون الجميلة وعملت في مجال التصميم في التلفزيون المصري، ثم في هيئة الإستعلامات كمصممة للمطبوعات والإعلانات التي تصدر عنها، لكن لم يشبع ذلك هوايتي وحبي لهذا الفن، إلى أن التقيت أحد الأصدقاء، كان يعمل في تصنيع الحلي الفضية وبدأت أساعده في مراحل الإعداد. آنذاك اكتشفت في نفسي هذه الموهبة فانغمست في هذا النوع من الفنون وقررت الإحتراف، لذا تدربت على جميع مراحل تصنيع الفضة إلى أن تصبح قطعة حلي. أقمت معرضي الأول عام 1980 وتوالت المعارض إلى أن وصلت إلى هذا المعرض الذي يحمل رقم 37. عام 1995 نلت جائزة الدولة التشجيعية ما حفزني على الإجادة والإبتكار في هذا المجال.

ما الجديد في معرضك السابع والثلاثين للحلي الفضية؟
استخدمت الأحجار الشفافة مثل الأكوامارين والأميتيست الستريم والليمونيت والتوباز، وهي أحجار نصف كريمة ذات ألوان متفاوتة أضفت على تشكيلة 2009 الألوان المبهجة التي تناسب جميع الأذواق، من بينها: الأبيض، الأسود، الأصفر، الزهري، الفوشيا، التركواز والأخضر. عموماً الأحجار الشفافة رائجة في الأكسسوار الفضي هذا العام.

لا يظهر الفضة جلياً في بعض القطع، فهل قصدت ذلك؟
أردت أن أقدم القطعة بحرفية. يعتقد البعض أن الفنان الذي يشتغل الحلي الفضية لا يستطيع أن يقدّم قطعة شبيهة بالمشغولات الذهبية، لذا عرضت مجموعة لها خصائص هذه المشغولات.

ما أبرز هذه الخصائص؟
إدخال بعض الأحجار مثل الزيركون ثم إضفاء لمعة على القطعة من خلال إخضاعها لحمام بلاتين.

هل تتطلب هذه القطعة أسلوباً مختلفاً لصيانتها والحفاظ على رونقها مدى الحياة؟

تكتسب أي قطعة حلي صفات السيدة التي تضعها

تكتسب أي قطعة حلي صفات السيدة التي تضعها، أو بمعنى آخر تنطبع شخصية المرأة على ما ترتديه عموماً، فإذا كانت لا تهتم بمظهرها ستفقد أي قطعة حلي تضعها، مهما كان ثمنها وقيمتها، رونقها. أما السيدة التي تهتم بمظهرها، فتسعى منذ لحظة شرائها لها إلى حفظها في علبة قطيفة مثلاً، مع الإهتمام بتفقّد أحجار الزيركون باستمرار وتركيب بديل عن أي حجر يقع، والحرص على إخضاعها لحمام طلاء من البلاتين إذا فقدت مع الوقت طبقة الطلاء.

ماذا عن باقي التشكيلة؟
استخدمت أحجاراً ذات ألوان مشرقة مثل الجاد (Jade) بألوانه المختلفة كالزهري والأخضر والتركواز والفوشيا، الصدف وأحجار الأونيكس، بالإضافة إلى اعتماد تقنية فريدة أتميز بها وهي التطعيم.

حدّدي لنا هذه التقنية؟
يكون التطعيم بالأحجار، استخدم هذا الأسلوب في الفن المصري القديم وعُرف عند الفراعنة. يعتقد البعض أنه مجرد طلاء، لكنه في حقيقة الأمر أحجار تُصهر ويتمّ صبها في التصميم من ثم كحتها وصقلها، خرجت تصاميمي عن النطاق التقليدي الفرعوني وظهرت في أشكال طيور وأزهار وفراشات، سواء في الخواتم والبروشات أو غيرها من قطع الأكسسوار.

هل للرجال نصيب في معرضك الحالي؟
بالطبع، قدمت مجموعة من أزرار القمصان وتشكيلة من حمالات المفاتيح سواء من الفضة الخالصة أو المطعمة بالأحجار، كذلك ستجد سيدة المنزل مجموعة من لوازم المنزل مثل اللوحات التي استخدمت فيها الخطوط العربية أو القصائد الصوفية.

هل هناك موضة للفضة؟

شخصية خلاقة ومحبة للفن والإبداع وتحاول التفرد والتميز

لا نستطيع القول إن ثمة خطاً معيناً نتبعه ويختلف من عام إلى آخر، يخضع تصميم هذا النوع من الأكسسوار لذوق كل فنان، لكن يمكن القول إن بعص القطع التي تستخدم فيها الأحجار الملونة تكون رائجة ومطلوبة بما يتماشى مع اللون السائد في الملابس، مثلاً تلقى المجموعة المصنوعة من الأميتيست رواجاً كبيراً هذا العام، لأن البنفسجي رائج في ألوان الملابس.

ما نوع الأكسسوارات التي تناسب الفتاة المحجبة؟
لا يناسب العقد القصير الفتاة المحجبة، لذلك يمكن استبداله بسلسلة طويلة فيها دلاية أنيقة أو الإكتفاء بوضع بروش على الطرحة يثبّتها على الكتف، أما المحجبة التي تعتمد ربطة "إسبانيش" أي يكون غطاء الرأس كله مربوطاً من الخلف، يمكنها وضع ما تشاء من الحلي أياً كان طولها.

من أين تأتين بتلك الأحجار؟
أقصد ألمانيا لأنها بلد غني بأشكال فريدة من الأحجار نصف الكريمة، وهي تنقسم إلى نوعين: منها ما يحتاج إلى الصقل وإعادة الصياغة ومنها ما أستخدمه على طبيعته.

بِمَ تصفين المرأة التي تفضّل الفضة في الأكسسوارات عن غيرها من الخامات؟
الفضة خامة غنية وطيّعة، لذا أصف تلك المرأة بأنها شخصية خلاقة ومحبة للفن والإبداع وتحاول التفرد والتميز.

وماذا عن أسعار الحلي من الفضة؟
تتراوح بين نوع الفضة المستخدم (عيار 80 أو 90) وأنواع الأحجار الكريمة المستعملة (يصل سعر بعض هذه الأحجار إلى عشرة آلاف جنيه). ينطبق هذا الأمر على مجموعاتي، يمكن أن يبلغ ثمن قطعة 100 جنيه وثمن أخرى 4 آلاف جنيه. للفضة قيمة مثلها مثل الذهب، عندما أقول قيمة أعني قيمة فنية.