باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
هل ممكن للمنتجات الخاصة بالحمية ان تضر؟
22/10/2008

تبتاعين دائماً المنتجات الغذائية "القليلة السعرات الحرارية" وتشربين البديل "الخفيف" بدلاً من المشروبات الغازية العادية، ومع ذلك يبقى وزنك كما هو؟ يعتبر بعض خبراء خسارة الوزن أن المنتجات المخصصة للحمية قد تضر أكثر مما تنفع.

يوجد شك في ان المواد
المحلية تخسر الوزن

قطاع المنتجات المخصصة للحمية واسع جداً، ويدرك المصنّعون أن العبارات التالية على غرار "خال من السكر"، "قليل السكر" أو "قليل السعرات الحرارية"، تحقّق مبيعات مهمة. نتيجة لذلك، تنتشر المواد المُحلية الاصطناعية في كل مكان ونجدها في مشروباتنا، حلوياتنا ووجباتنا الخفيفة وحتى في حبوب الفيتامين والأدوية. في السنة الماضية وحدها، استهلكت بريطانيا أكثر من 66 طناً من تلك المنتجات، أي أكثر بعشرة أطنان من المعدل عام 1999. لكن مع ازدياد نسبة البدانة في بريطانيا، بدأ خبراء البدانة وإدارة الوزن بالتشكيك بفاعلية المواد المحلية الاصطناعية.

شهيّة كبرى

أدى ارتفاع عدد البحوث إلى التشكيك بفرضية أن المواد المُحلية تساعد في خسارة الوزن، وأظهر بعض الدراسات أن تلك المواد الكيماوية تفتح الشهية. يمكننا النظر إلى مربي الماشية لفهم الدور الذي تؤديه المواد المُحلية الاصطناعية في البدانة. يتوق هؤلاء إلى زيادة وزن مواشيهم في أقصر وقت ممكن ولطالما بحثوا عن المكوِّن السحري الذي يدعم الاستهلاك الغذائي. كشفت التجارب في جامعة لويزيانا أن المنتجات الغذائية للماشية التي تضمنت المواد المحلية الاصطناعية كمكوّن أساسي هي التي تزيد معدل الاستهلاك إلى حد كبير.

ما يدعم تلك النظرية، البحث الذي أجراه مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس وحلل أكثر من سبع سنوات من البيانات على 1550 أميركيًّا تتراوح أعمارهم بين 25 و64. كانت النتيجة ارتفاعاً بنسبة 41 % في خطر الإصابة بالبدانة عند استهلاك كل شخص لمشروب غازي خفيف واحد.

أظهر العمل على الحيوانات المخبرية أن المنتجات المحلاة، بغض النظر عن احتوائها على المواد المحلية الطبيعية أو الاصطناعية، تؤدي إلى إفراز الأنسولين. ندرك أن إفراز الأنسولين من دون أي مخزون للسكر الطبيعي يؤدي إلى نقص السكر في الدم، الأمر الذي ينتج زيادة في الشهية.

قدرة ضعيفة

يميل الجسم إلى الحصول على السعرات
 الحرارية لاستبدال تلك التي تم تجنّبها

يمكن أن تُضعف المواد المحُلية قدرتنا على تسجيل السعرات الحرارية التي نستهلكها ومعرفتها. عاين الأطباء أثر المواد المحلية الاصطناعية في شهية الجرذان واكتشفوا أن الأخيرة، عندما استهلكت مشروباً غازياً خفيفاً، تناولت مأكولات غنية بالسعرات الحرارية أكثر من الجرذان التي مُنحت الكمية ذاتها من المشروب المُحلى طبيعياً.

يستخدم الجسم الخصائص الغذائية مثل الحلاوة لقياس مخزون السعرات الحرارية. عندما نتناول المواد المحلية الاصطناعية، نعيق تلك الآلية عبر تأمين الحلاوة وليس السعرات الحرارية. في المرة التالية عندما نتناول منتجاً محلى بشكل طبيعي، لا يثق الجسم بآلياته فينخدع ظناً منه أن المنتج لا يحتوي كذلك على السعرات الحرارية. والنتيجة؟ نميل إلى الإفراط في الأكل.

استهلاك الدهون

راجع الأطباء الدراسات التي تتطرق إلى دور المواد المحلية الاصطناعية في مراقبة الوزن. يعتقدون أنه من الصائب التشكيك في مدى فاعلية المأكولات المحتوية على مواد محلية اصطناعية في البدانة. يمكن أن يخفف استبدال السكر الطبيعي بالسكر الاصطناعي، على المدى القصير، مخزون السعرات الحرارية ولكن عند مراقبة نوع الطعام المستهلك فحسب. عند سحب الطاقة من النظام الغذائي، يميل الجسم إلى الحصول على السعرات الحرارية لاستبدال تلك التي تم تجنّبها. عندما ينتهي النظام الغذائي ويتوقف المرء عن مراقبة ما يتناوله، يستهلك عندئذ سعرات حرارية أكثر على شكل مأكولات دهنية لاستبدال الطاقة المفقودة. قد يضر ذلك بمنطقة الخصر بما أن الدهون تحتوي على أكثر من ضعفي السعرات الحرارية في السكر. كذلك، ليس من الصائب استبدال المنتجات الخالية من السكر بتلك الغنية بالسكر، بما أن المشروبات المحتوية على مواد محلية مثل عصير الفواكه تؤدي إلى زيادة الوزن. لذا، يُفضل التخفيف من المنتجات المحتوية على المواد المحلية طبيعياً واصطناعياً.

ليست المواد المحلية الاصطناعية فحسب التي تفسد أثر المأكولات والمشروبات في محيط الخصر، اكتشفت دراسات عدة أن المنتجات المُعرّف عنها بعبارات مثل "قليل الدهون"، "قليلة السكر" أو "قليلة السعرات الحرارية" تزيد الرغبة في تناول الطعام.

حان الوقت لمقاطعة المأكولات

للتحقيق في تأثير المنتجات القليلة الدهون في استهلاك الطعام، مُنح 269 شخصاً وعاءين كبيرين من الشوكولا أحدهما قليل الدهون والآخر عادي، وطُلب منهم تناول قدر ما يشاؤون. أظهرت النتائج أن المشاركين تناولوا الشوكولا القليل الدهون بنسبة 28.4 % أكثر من الشوكولا العادية، وأظهرت دراسة أخرى أن الناس يفرطون في تناول الشوكولا القليل الدهون لأنهم يعتقدون أنهم سيشعرون بذنب أقل.

غالباً ما لا تحتوي المنتجات المخففة الدهون على سعرات حرارية أقل من المنتجات العادية (أحياناً أقل بـ10 % فقط)، لكن البحوث تظهر أن الناس وخصوصاً البدينين يستهلكون سعرات حرارية أكثر بـ 50 % عندما يتناولون النوع القليل الدهون من الوجبات الخفيفة العادية. كذلك، تفيد البحوث أن حجم حصص المأكولات المخففة الدهون يمكن أن يكون صغيراً فيبدو المنتج قليل السعرات الحرارية. لو كانت المأكولات المخففة الدهون تبرز أحجام الحصص، لتوقف الناس عن الإفراط في تناول الطعام.

إذاً، هل حان الوقت لمقاطعة المأكولات والمشروبات المخصصة للحمية لصالح تلك الغنية بالدهون والسعرات الحرارية؟ يتمثل الحل الأمثل في الحفاظ على وزن صحي عبر التخفيف من الاعتماد على المنتجات المصنعة والإكثار من المنتجات الطبيعية.

استبدلي المشروبات الغازية الخفيفة بعصائر الفاكهة، عصائر الخضار أو الماء. تناولي الفواكه الطازجة، المكسرات والحبوب والخضار بدلاً من البسكويت والمنتجات المخففة الدهون. استبدلي الوجبات الجاهزة مع البطاطا المقلية بالسلطة الطازجة أو الوجبات المطهية في المنزل المؤلفة من الدجاج المشوي أو السمك مع الخضار. لا بد من ممارسة الرياضة بانتظام للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة. تذكري دائماً أن الماء أفضل "مشروب" للحمية.

أهم المأكولات التي تُشعر بالشبع: بطاطا، سمك، شوفان، تفاح، برتقال، باستا مصنوة من القمح الكامل، لحم بقر، فاصوليا، عنب، خبز معد من الدقيق الكامل، فشار.