باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
الروبوتات والآلات ستسرق 80 مليون وظيفة من البشر بحلول 2025!
22/10/2020

توقع تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن تقوم الآلات بنصف المهمات التي يقوم بها الإنسان بحلول عام 2025، وذلك في تغير من المرجح أن يفاقم انعدام المساواة. وجاء في تقرير المنتدى أن "ثورة الروبوت" من شأنها أن توفر 97 مليون فرصة عمل في مختلف مناطق العالم لكنها قد تقضي تقريبا على العدد ذاته من الوظائف، الأمر الذي يُعرض بعض المجتمعات للخطر.

وأضاف المنتدى أن الوظائف الروتينية أو اليدوية في الشؤون الإدارية ومعالجة البيانات مهددة أكثر من غيرها في مواجهة التحول إلى استبدال البشر بالآلات. لكنه قال إن ثمة وظائف جديدة ستظهر في مجالات الرعاية، والبيانات الضخمة، والاقتصاد صديق البيئة. وشمل بحث المنتدى الاقتصادي العالمي 300 شركة كبرى في العالم، تُوظِّف مجتمعة ثمانية ملايين شخص.

وقال أكثر من 50 في المئة من الموظفين المستطلعة آراؤهم إنهم توقعوا التعجيل بحلول الآلات مكان البشر في بعض الأدوار في الشركات التي يعملون بها، بينما قال 43 في المئة منهم إنهم شعروا بأن من المحتمل أن يتم الاستغناء عن بعض الوظائف بسبب التكنولوجيا.

وذكر المنتدى أن وباء كوفيد-19 عجّل بتبني تكنولوجيات جديدة، وذلك مع سعي الشركات إلى تخفيض التكاليف وتبني طرق جديدة في العمل. لكنه حذر الموظفين من أنهم قد يواجهون تهديدا مزدوجا بسبب "تسارع وتيرة التحول إلى الآلات وتداعيات الركود الناجم عن كوفيد-19".

وقالت العضوة المنتدبة في المنتدى، سعدية زاهيدي، إن "(هذه الأمور) عمقت انعدام المساواة الحالي في سوق العمل وألحقت انتكاسة بالمكاسب التي تحققت على مستوى توفير فرص عمل منذ الأزمة المالية العالمية في 2007-2008". "إنه سيناريو اضطراب مزدوج، يطرح عائقا آخر أمام العمال في هذا الوقت الصعب. الفرصة المتاحة لإدارة هذا التغيير بشكل استباقي تتلاشى بسرعة".

"ارتفاع الطلب"

وقال المنتدى إن الآلات تقوم حاليا بنحو ثلث مهمات العمل، بينما يقوم البشر بالبقية. لكن بحلول عام 2025 سيتبدّل هذا التوازن. وسيزيد الإقبال على الأدوار التي تعتمد على المهارات البشرية، مثل الاستشارات، واتخاذ القرارات، وإعمال المنطق، والتواصل، والتفاعل. كما ستكون ثمة "زيادة كبيرة" في الطلب على عمال لشغل وظائف الاقتصادات صديقة البيئة، وأدوار جديدة في مجالات مثل الهندسة والحوسبة السحابية.

لكن المنتدى أضاف أن التكنولوجيا ستزيح ملايين الوظائف الروتينية أو اليدوية، الأمر الذي سيتأثر به في المقام الأول العمال الأدنى أجرا الذين لا تتطلب وظائفهم مهارات فائقة. وتابع تقرير المنتدى أن ملايين العاملين سيحتاجون إلى اكتساب مهارات جديدة، بينما سيكون لزاما على الحكومات توفير "شبكات أمان أقوى" للعاملين الذين تتأثر وظائفهم.

الروبوتات تنتزع من البشر أعمالهم!

توصلت دراسة أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الروبوتات والآلات ستقضي على 85 مليون وظيفة للبشر في الشركات متوسطة وكبيرة الحجم خلال السنوات الخمس القادمة، في وقت تسرع فيه جائحة وباء فيروس كورونا التغيرات في أماكن العمل المتعددة.

خسارة كبيرة للبشر

ووجد مسح شمل ما يقرب من 300 شركة عالمية أن المديرين التنفيذيين في أربع من كل خمس شركات، يسرعون خطط رقمنة العمل، ويطبقون تقنيات جديدة ويبدّدون مكاسب التوظيف التي حدثت منذ الأزمة المالية في عامي 2007-2008. سعدية زهيدي، المديرة الإدارية للمنتدى الاقتصادي العالمي، قالت إن "جائحة كوفيد-19 سرّعت الانتقال إلى مستقبل العمل"، وفقاً لما ذكرته وكالة أمريكية.

كذلك وجدت الدراسة أن العمال الذين سيحتفظون بأدوارهم في السنوات الخمس القادمة سيتعين على نصفهم تعلم مهارات جديدة، وأنه بحلول عام 2025، سيقسم أصحاب العمل أعمالهم بالتساوي بين البشر والآلات. وبشكل عام، يتباطأ خلق فرص العمل فيما يتسارع تدمير الوظائف، حيث تستخدم الشركات حول العالم التكنولوجيا عوضاً عن البشر في إدخال البيانات ومهام الحسابات والإدارة.

في السياق ذاته، كانت هيئة إذاعة بريطانية قد ذكرت، في يونيو/حزيران 2019، أنه من المتوقع أن تستحوذ أجهزة الروبوت على حوالي 20 مليون وظيفة في أنحاء العالم بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى توسيع نطاق عدم المساواة اجتماعياً. الهيئة البريطانية استندت إلى ما قالته المجموعة الاستشارية التي نفذت الدراسة، وتدعى "أكسفورد إيكونوميكس"، وهي شركة خاصة تهتم بالبحوث والاستشارات ويوجد مقرها في بريطانيا، والتي أشارت إلى أن الروبوتات أخذت تنتقل من المصانع إلى قطاع الخدمات، وأن هذا سيصعب على العمال ذوي المهارات المحدودة العثور على وظائف في أي مكان آخر.

بارقة أمل

لكن وعلى الرغم من ذلك، قال المنتدى ومقره جنيف إن النبأ السار أن "أكثر من 97 مليون وظيفة ستنشأ في اقتصاد الرعاية في الصناعات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي وإنشاء المحتوى". أضاف المنتدى أن "المهام التي سيحتفظ البشر فيها بميزتهم التنافسية تشمل الإدارة والاستشارات وصنع القرار والتفكير والتواصل والتفاعل".

كذلك سيزداد الطلب على العمال الذين يستطيعون شغل الوظائف المرتبطة بالاقتصاد الصديق للبيئة، ووظائف البيانات المتطورة، والذكاء الاصطناعي، وأدوار جديدة في الهندسة والحوسبة السحابية وتطوير المنتج. وجد المسح أيضاً أن حوالي 43% من الشركات التي شملها المسح تستعد لتقليص قوة العمل نتيجة للتكامل التكنولوجي، وأن 41% منها تعتزم توسيع استخدامها للمتعاقدين، وبحث 34%  منها توسيع قوة العمل نتيجة للتكامل التكنولوجي. ويشير محللون كثيرون إلى أن آلية التشغيل أدت إلى خلق وظائف أكثر مما قضت عليه، لكن الاتجاه في السنوات الأخيرة أدى إلى حدوث هوة في المهارات بين العمال والروبوتات أفضت إلى فقدان كثير من العمال لوظائفهم.